Thursday, May 10, 2007

المريس تنقرض

المريس غرب النيل

‘ لكل امة من الأمم مأساتها الخاصة التى تحرض على الابداع او الصراع
فهل كان المصرى القديم مدركا لما يحدث اليوم فى البر الغربى على بعد ثمانية كليومترات من جبانة طيبة العاصمة وعلى اقل من ثلاثة كيلوميترات من معبد ارمنت معبد الاله المرعب مونتو اله الحرب والذى يرجع لهم الفضل فى انشاء عاصمة الدولة الوسطى ( اثت تاوى) صاحب الفضل فى توحيد البلاد حيث اشتهر هذا الاقليم على مدار التاريخ بشجاعة واقدام قاطنية ومواطنية!
لم تصلوا الى جملة مفيدة من هذا المقال حتى الان ؟ اننى احاول الدخول فى الموضوع دون اسهاب او اطناب او على الاقل دون ملل!
هل فقدت مصر القدرة على الابداع والاضافة؟
هل هناك بعد الصفر ذنب؟
هل كانت مأساة المصرى القديم ابدية؟ وهل الذى استطاع ان يبنى الاهرامات لم يستطع ان يبنى كوبرى مثلا؟
الشرق شرق والغرب غرب هذة هى سنة الحياة ! ما اجملها من رحلة ان تعبر الى البر الغربى فى قارب صغير اوحتى رفاص يعمل بالمواتير الكتر بلر صناعة امريكا البلد ما اجملها من رحلة كانت تستغرق اكثر من ساعة احيانا من قرية المريس مركز ارمنت حتى الاقصر على متن رفاصات بيرم او ابو عياد او حتى سويحة فى الحقيقة كان بيرم اسرعهم ورفاص ابو عياد ابطأهم اتذكر الان عمى حليم محصل الرفاص كان رقيقا ووديعا وكان يمتعنى حقا النظر الى وجهه الطيب والى شنطتة التى يضع بها النقود كنت استمتع بصوت النقود المعدنية وكان يسيل لعابى عندما ارى بائع الحلوى وهو يبيع الحلوى للاطفال اثناء الرحلة من المريس قريتى الى الاقصر وكنت اسأل نفسى لماذا لا يشترى عمى حليم بكل هذة النقود حلوى ويقوم بتوزيعها على كل الركاب عندئذ لن يحتاج الى حمل هذة الشنطة ؟!
عندما تعتاد على السفر والأبحار منذ الطفولة على اسطح المراكب الشراعية او حتى على متن الرفاصات تسطيع ان تخلق علاقة وطيدة بينك وبين النيل تستطيع ان تتأمل الضفاف ومن عليها تسطيع ان تفهم معنى الجغرافيا بمعنى انك تخلق علاقات وطيدة بينك وبين الطبيعة بينك وبين النيل الذى اصبح الان مرتعا لكل مظاهر الفساد والتلوث البصرى والانسانى ففى مدينة الاقصر تم الاعتداء على شاطىء النيل من معبد الاقصر حتى الكوبرى المبجل فنادق ثم فنادق ثم مراكب اعتقد ان اهالى الاقصر الان لا يروا النيل الا اذا اذاع التليفزيون المصرى اغنية عبد الوهاب والشاعر العبقرى محمود حسن اسماعيل اغنية النهر الخالد
تن تن تن تتاة اة اة تن تن تن تتاة واة واة على خبيتنا واللى عايزة خلفة

اما عن اهالى القاهرة فقد اصابهم الزهايمر المبكر فالطريق الدائرى مثلا وانت تعتلية بالسيارة تفكر وتفكر فى اول كمين علية بعد مرورك بكم من العشوائيات تحيل حياتك الى جحيم بصرى ومتخدش بالك من نهر النيل الاسير اللى تحت الكوبرى وعلى كوبرى عباس ماشية وماشية الناس يا فروتا وانا ناس!
وبعدين فى اللى بيحصل دة؟! لية التاريخ بقى بايخ وسخيف فى البلد دة!؟

طاب يعملوا اية الفراعنة لوبعثوا اليومين دوول؟ اولا حتحصل ازمة مرورية للارواح فى المتحف المصرى بمعنى ان الكاهات والباءات اول متطلع من المتحف الى ميدان التحرير مش حتعرف حتروح على فين؟

بصراحة حيفتكروهم عاملين مظاهرة او يعتقدوا انهم تنظيم جديد وحيخدوهم حامى بارد حامى بارد بالعصيان والبلغ بما فيهم كل الملوك
والأمراء وتماثيل الخدم الاوشابتى والغلابة بعد كل السنين اللى ماتوها
يتم القضاء على ارواحهم بالبلغ والبيادات واعادتهم للمتحف الجديد المزمع بناءه فى الجيزة فى اضيق مكان فيكى يا مصر واللى ما يشترى يتفرج البيت جنب الجبانة المتحف جنب الهرم وما على السائح الا ياخدها
كعابى بعد ما يخلص زيارة الهرم ياخدها مشى بين الخرتية والبايعين لغاية ميطلع تلاتة ميتين اهلة ومش لازم يركب اتوبيسات سياحة وهى اية لازمة الاتوبيسات السياحية م الدولة بتوفر فى البنزين _عارف يا عم خفرع انا حاسس انة حيجى اليوم اللى حينقلوك فية للمتحف البريطانى او اللوفر علشان يا سيدى التلوث زاد من حواليك ودخان العربيات والاتوبيسات السياجية والرحلات السريعة التيك اووى موش لاقية بارك
يعنى عاوزين بارك للاتوبيسات والاهرامات دى مقرشة وزاحمة المكان ع الفاضى وبدل م المرشدين يصدعوا الاجانب والسياح بالقصص والخزعبلات اللى بيحكوها عمال على بطال نعمل قاعة كبيرة للزوار ونعرض افلام مضغوطة اى اسطوانات اى سيديهات مصورة بكاميرة افلام فديو كليب فى هذة القاعات والسائح يدفع تذكرة الهرم والسيمنا فى وقت واحد يا بلاش!!
ويبدأ الفيلم بحكاية لطيفة (انكم الان فى سينما الاهرامات التلاتة وكلبة عمى شحاتة عملت بيبى ف السباتة بيبى بيى واة بيبى بيى واة يابوى)
ازاى الكلبة تعمل بيبيه فى المكان اللى بتنام فيه؟
ارجع تانى لفكرة المأساة او الخلود _طبعا مش دايم الا وجه سبحانة!
فعندما يقام المشروع العملاق فى البر الغربى من بناء الكثر من 18 فندق
يحدث الاتى:
لو افترضنا ان المشروع مقام لاكثر من 182 مركب سياحى حفاظا عليها من الحريق واقامة محطة تموين للمراكب ممكن يحصل اية؟
ماذا يحدث عندما نضع البيض فى سلة واحدة؟ وفيرس انفلونزا الطيور الارهابى الخطير لم يتم القضاء علية بعد؟ البنزين جنب شركة النيل للكبريت 55 عود وفوت علينا بكرة وادفع تعويضات للارواح وللمراكب
واسال سؤال لشركات التأمين هل توافق على هذا التجمع الرهيب للمراكب بأفتراض ان متوسط عدد الغرف فى المراكب يزيد على 60 كابينة وهذا يعنى ان هذة المراكب فى رأس السنة والاعياد اوفربوكنج اى كاملة العدد
60 فى 2 فى 182 مركب 21840 غير العاملين والمرشدين اللى نايمين فى الصندك واللى نايمين فى كباين الاسطف؟!!
_طيب حنفترض ان الامن مستتب وذلك لكفاءاتنا الامنية الشريفة واليقظة
لما الزبون اللى ع المركب ينزل يتمشى او يركب الدراجات الكهربية للوصول الى البازارات والكفيهات شوبات والمطاعم المزعم بناءها فى حرم الميناء العملاق هل لن يؤثر ذلك من قريب او بعيد على القوة الشرائية للزبون داخل المركب نفسة بمعنى انه سوف يتعشى ثم يتمشى ثم يدخل الى اى قهوه فى الميناء المقدس او اى بار والسهرة تحلى ويصرف فلوسة بره المركب و يرجع الى المركب يا مولاى كما خلقتنى ولكن لحل هذة المشكلة وعدم المساس بأرزاق اصحاب المراكب عليهم ان يقوموا بشراء او تأجير هذة البارات والكافيهات وبهذا تحل المشكلة لكن لان الفلة قد وقعت فى الزجاجة تظهر مشكلة اخرى الا وهى ان اصحاب المحلات والبازرات الذين نزحوا من الاقصر بعد ان تصبح المدينة مدينة اشباح بعد ان ارسيت المراكب بعيدا عنهم ( مثلما يحث اثناء السدة الشتوية لهويس اسنا)
طمعا فى الحصول على بازار فى الميناء العملاق عرضة للتشرد الابدى!
لذا ستقام المناقصات بين اصحاب المراكب واصحاب البازرات ومن يدفع اكثر يرسو علية المزاد بمعنى اننا سنحتاج الى مرسى جديد للمزادات!
وكلة طبعا على راس الزبون ولو عرفتم ان السائح اليومين دوول يدفع ما بين 400 الى 500 يورو ثمنا للاقامة مدة تزيد احيانا على العشرة ايام يا بلاش! معروف ان ى حد فينا لما يدخل محل كشرى عارف انه سوف يأكل يوم ما يأكل حيدفع خمسة جنية ولو حبييت تتغدى كباب وكفتة عارف انك حتدفع اكتر من 65 جنية بالسلاطات بمعنى انك متطلبش من واحد دافع كلام فاضى يصرف فى مسمط او محل كشرى 100 جنية مثلا وتحاول ان تقنع فية ان دة هو الطبق المفضل للالهه عدست الهة الاسهال عند المصريين البوساء!
ناصر النوبى

No comments: